سورة الدخان - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الدخان)


        


بمنشَرين: بمبعوثين، نشر اللهُ الموتى وأنشرهم: أحياهم. تُبّع: لقبٌ لملوك اليمن القدماء مثل فرعون لدى قدماء المصريين. لاعبين: عابثين. يوم الفصل: هو يوم القيامة، سُمي بذلك لأنه يفصَل فيه بين الناس. ميقاتهم: موعدهم. لا يغني مولى: لا ينفع احد احدا. المولى كلمة لها عدة معانٍ: الرب، والمالك، والمحب، والصاحب، والحليف، والنزيل، والجار، والشريك، والصهر، والقريب من العصبة كالعم وابن العم ونحو ذلك، والمعتِق، والمعتَق بفتح التاء، العبد، والتابع.
يعود الحديث عن المنكِرين للبعث، وقولهم لا حياةَ بعد هذه الحياة. فإن هؤلاء المكذِّبين بالبعث ليقولون: إننا لا نموت الا مرةً واحدة، ولسنا بمبعوثين. فان كنتم صادقين فاسألوا ربَّكم أن يعجِّل لنا إحياءَ من ماتَ من آبائنا حتى يكونَ ذلك دليلاً على صِدق دعواكم.
ثم بين الله لهم على طريق السؤال: هل كفّار مكةَ خيرٌ في القوة والمنعة والسلطان ام قوم تُبَّع ومن سبقَهم من الجبابرة! إن قومك يا محمد ليسوا بقوّتهم وَمنْعَتِهم وسلطانهم، وقد أهلكناهم في الدنيا بكُفرهم وإجرامهم، فليَعْتبر قومك من مصير غيرهم. لِيوقنوا أنه تعالى لم يخلق هذه السمواتِ والأرضَ عبثا دون حكمة، كما قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115].
نحن ما خلقنا هذا الكونَ العجيب وما فيه الا بحكمة بالغة، على نظامٍ ثابت يدلّ على وجود اللهووحدانيته وقدرته {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} هذه الدلالةَ لغفلتهم.
ان يوم القيامة موعدُهم جميعاً وفيه يُفصَل بين الحقّ والباطل. يومئذٍ لا يستطيع أحدٌ ان يساعد احداً ولا ينفع مالٌ ولا بنون ولا أنساب ولا صديق حميم. {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} الا بصالح الاعمال. {إِنَّهُ هُوَ العزيز الرحيم}


الزقّوم: طعام أهل النار. وشجرة الزقوم {تَخْرُجُ في أَصْلِ الجحيم طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشياطين} [الصافات: 64-65]، وهي الشجرة الملعونة. الأثيم: المجرم المذنب. المُهل: خثارة الزيت. الحميم: الماء الحار. فاعتلوه: فجرّوه بعنف. عَتَلَه يعتله بكسر التاء وضمها عَتْلاً: جره جراً عنيفا. سواء الجحيم: وسطها. في مقام امين: في منزل آمن. سندس: نوع من الحرير الرقيق. استبقر: حرير فيه لمعان وبريق وهو اغلظ من السندس. بحورٍ عين: نساء جميلات واسعات العيون. يدّعون: يطلبون. وقاهم: جنّبهم وأبعدهم عن العذاب. فارتقب: فانتظر.
الحديث الآن عن أهلِ النار وطعامهم وما يلاقُونه من عذابٍ أليم.. ان شجرة الزقُوم المعروفة بقُبح منظرِها وخُبثِ طَعْمِها وريحها هي طعامُ الفاجر الكافر الأثيم. ومذاقُها كسائل المعدِن المصهور، يغلي في البطون كالماءِ الشديد الحرارة.
ثم يقال لزبانية جهنم: خذوا هذا الفاجرَ الأثيم فجرّوه بعنفٍ إلى وسط الجحيم، ثم صبُّوا فوق رأسه الماءَ الحار. ثم يقال له استهزاءً وتهكماً: ذُق العذابَ، ايها العزيز الكريم المعتزّ بنَسَبك وقومك.
ان هذا العذاب الذي تلاقونه الآن هو ما كنتم تكذّبون به في الدنيا.
وبعد أن بين الله أحوال المجرمين وما يلاقونه من اهوال وعذاب وتقريع، بيّن هنا أحوال المتقين وما يلاقونه في جنّات النعيم من ضُروب التكريم في منازل حسنة آمنة، في جنات النعيم، ملابسهم فيها من أنواع الحرير الفاخر، متقابلين على السُرر، يستأنس بعضهم ببعض، تحفُّ بهم زوجاتهم من الحُور العين، ويطلبون ما يشتهون من انواع الفاكهة. ثم بين ان حياتهم في هذا النعيم دائمة، وقد نجّاهم الله من العذاب الاليم.
{فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم} وأيّ فضل وفوز أعظمُ من النجاة من عذاب أليم!
ثم بين الله تعالى أنه انزل هذا القرآن الكريم باللغة العربية ويسّره بها لعلّ العربَ ينتفعون به وبتعاليمه، وينشرونه في العالم. وبهذا يجيء ختام السورة كما بدئتْ، بذِكر القرآن. ثم يقول الله تعالى مسلّياً رسولَه الكريم وواعداً إياه بالنصر، ومتوعداً المكذّبين بالهلاك: {فارتقب إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ}
انتظِر أيها الرسول انهم منتظِرون، وسيعلمون لمن يكنُ النصر. وقد نصر الله تعالى رسوله واصحابه ونشروا دينه العظيم.
قراءات:
قرأ ابن كثير وحفص ورويس وابن عامر: {يغلي} بالياء. والباقون: {تغلي} بالتاء. وقرأ حفص وحمزة والكسائي وأبو عمرو: {فاعتِلوه} بكسر التاء، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب: {فاعتُلوه} بضم التاء، وهما لغتان. وقرأ ابن عامر ونافع: {في مُقام} بضم الميم. والباقون: {في مَقام} بفتح الميم.

1 | 2